الجمعة، 16 نوفمبر 2012

أسوار الجامعة تعلو في وجه أبناء حيي النظيم والعريجاء.




       تنشر وزارة التربية والتعليم ومصلحة الإحصاءات الكثير من البيانات حول التعليم في المملكة، واعتدنا أن نقرأ بأننا من أكثر دول العالم إنفاقًا على التعليم كنسبة من الناتج الإجمالي، أو أن المملكة هي الأدنى بالعالم في عدد الطلاب مقابل كل مدرس، أو نقرأ عن المبالغ الكبيرة المصروفة على التعليم، وكذلك زيادة عدد المدارس الجديدة أو نسبة عدد الطلاب الملتحقين بالمدارس، وهذه الأرقام تعكس طرفًا واحدًا من طرفي المعادلة فهي تقيس مدخلات التعليم؛ الجانب الأسهل لمن يملك المال، ونادرًا ما تجد إحصاءات تقيس مخرجات التعليم، ومدى استفادة الطالب من المدرسة، من حيث تطور مستوى مهاراته، أو اكتسابه لمهارات جديدة. من هذا المنطلق نجد أن اختبارات المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي "توفر معلومات جديرة بالدراسة والتحليل؛ لأنها تقيم مخرجات التعليم عبر اختبار قياسي معياري لجميع طلاب الصفين الثاني والثالث الثانوي في المملكة.
إذ ينشر المركز تقريرًا عن أداء الطلاب المنتمين للمدارس بناء على متوسط أداء الطلاب خلال آخر ثلاث سنوات، تحت مسمى ترتيب المدارس بناء على أداء طلابها في اختبار القدرات. دفعني هذا التقرير للبحث عن إجابة شافية كافية عن السؤال: أين يمكن الحصول على تعليم بمخرجات جيدة في مدينة الرياض؟ فاخترت من قائمة مدارس البنين - القسم العلمي ـ أعلى وأقل خمس وعشرين  مدرسة في سلم الترتيب، واستثنيت  المدارس الأهلية و مدارس الأبناء الخاصة بأبناء الضباط والأفراد المنتمين لوزارة الدفاع.
واستعنت بخدمة مكاني المقدمة من موقع إدارة التربية والتعليم بالرياض لمعرفة مواقع المدارس، وبرنامج جوجل إيرث لعرض مواقع المدارس، واستخدمت اللون الأخضر للمدارس المتميزة و اللون الأحمر للمدارس التي تذيلت الترتيب العام على مستوى الرياض.



من خلال تأمل الخريطة يمكن وبسهولة استنتاج وجود تمركز لأفضل المدارس و أسوئها، ففي مناطق العليا والربوة والملز يرتفع عدد المدارس باللون الأخضر أما مناطق النظيم والنسيم والعريجا الغربي فتتمركز أسوأ المدارس أداء. إلا أن استنتاج الأسباب يبدو أكثر تعقيدًا وذلك لوجود لمعوقات وقيود عديدة نذكر منا:
·         عدم قيام مركز قياس بنشر البيانات المفصلة أو الأرقام الإحصائية (متوسط الدرجات والانحراف المعياري).
·         طبيعة التطوير في التعليم تعتمد على العديد من العوامل التي من الممكن أن تحدث تأثيراً على جودة التعليم لكن الترتيب لم يأخذها بعين الاعتبار، من ذلك:
o        عدد الطلاب في الفصل الواحد.
o        التقنية في وتوظيفها في المدرسة.
o        متوسط عدد سنوات الخبرة للمدرسين.
o        المؤهل الأكاديمي للمعلمين وخبراتهم في الميدان التربوي.
·         عدم وجود معلومات حول الأسر التي تقيم في الحي مثل أثنية الأسر وعدد أفرادها ومستوى تعليم الوالدين ونحو ذلك.
أود أن أؤكد هنا أنني لم أتبع منهجية علمية أكاديمية ، لكن ما أردت التركيز عليه في هذه التدوينة هو أن نتائج قياس تظهر مخرجات التعليم وتباين جودتها طبقا لمنطقة السكن.
واعتقد جازمًا أن مسار التعليم هو المسار الحرج في تجربة التنمية، فإصلاح التعليم هو الحد الفاصل بين العالم المتقدم والعالم النامي، وبدون القدرة على تقييم نتائج الطلاب بصفة معيارية علمية دقيقة ستزيد سنوات معاناتنا، كما أن سوء واقع التعليم بشكل عام لا يعني تجاهل التمييز في جودة التعليم المقدم. إن وجود مثل هذا التفاوت يجب أن يقلقنا جميعًا كآباء ومهتمين بالشأن العام إضافة إلى المسؤولين، وللتفاعل مع هذا الواقع وبناءً على ما تقدم أقترح:
1.      تكثيف وتفعيل اختبارات القياس:
a.      إنشاء إطار متكامل لتقييم مخرجات التعليم:
                                     i.            التأكد من أن الاختبارات مصممة بما يعكس الأولويات التربوية
                                     ii.            إجراء الاختبارات المعيارية لجميع السنوات الدراسية.
b.      ربط تقييم المعلمين والمديرين بالنتائج بدلًا من الإجراءات (دفاتر التحضير وعدد الحصص الدراسية ...)
c.      إقرار برنامج الرخصة للمدرسين، وذلك للتخلص من المدرسين غير الأكفاء.
2.      تطوير المدارس الأقل كفاءة.
a.      الإفصاح الكامل للبيانات من قبل قياس ومن قبل وزارة التربية والتعليم من أجل مساعدة الباحثين في قطاع التعليم.
b.      دعم مديري المدارس الأسوأ باستشاريين لكيفية تطوير الوضع الحالي.
c.      إيجاد فصول تقوية تطوعية بجهود طلاب الجامعات المقيمين بالحي أسوة بالتجارب الناجحة في العالم كتجربة منظمة (  Pratham) التي تركز على تطوير مهارات القراءة والكتابة. أو برنامج مؤسسة الحريري بلبنان )Our Right to Succeed programالذي يركز على مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، إضافة لمواد خارج المنهج الدراسي.
ما دفعني لكتابة هذا المقال  هو حرصي كمواطن أدرك أن جودة التعليم هي الحد الفاصل بين دول العالم المتقدم والعالم النامي، و يريد لبلده أن يرتقي إلى مصاف الدول المتطورة وينافس في جودة تعليمه ومخرجاته مدارس العالم بأسره.
من لديه من الإخوة  معلومات عن أبحاث حول تقييم جودة التعليم المقدم للطلاب في المملكة العربية السعودية، أو العوامل المؤثرة في جودة  التعليم أرجو التواصل على حسابي في تويتر @algasemk.



هناك 7 تعليقات:

  1. منال الدخيّل16 نوفمبر 2012 في 11:46 م

    أود أن أضيف عدة نقاط لاحظتها عند عملي لفترة قصيرة كمعلمة..

    - لاحظت أن المناهج التي تدرس في المدارس الأهلية العالمية متقدمة ودسمة من حيث المادة العلمية بحيث أن طالبة في الصف الرابع الابتدائي تدرس ما تدرسه طالبة في المرحلة المتوسطة.
    - يجب تغيير اساليب التعليم بدل من أن يكون المعلم ملقن والطالب مستمع.. قليل عدد المعلمين والمعلمات الذين يحفزون طلابهم وطالباتهم على البحث عن المعلومة، والمولم أن أرى المعاناة التي يمر بها خريجوا الجامعات عند كتابة التقارير التي تطلبها الجامعات العالمية عند التقديم لاكمال الدراسات العليا.
    - لا يوجد تحديات تشجع الطلاب والطالبات على التعلم والدراسة خصوصا إذا لم يكن المعلم والمعلمة على اطلاع مستمر لكل ما يستجد في العلوم وطرق ربطها فيما يحدث في العالم الخارجي.

    للأسف الحديث يطول في هذا الموضوع.. أتمنى أن نصل في مخرجات التعليم لدينا ما يجبر غيرنا على احترامنا..

    موضوع جميل وطرح مميز.. سلِمَت يمينك :)

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لذوقك، واتفق معك في الأسباب التي ذكرتيها، واعتقد شخصيا بأن المحور الرئيسي لعملية تطوير التعليم تتمحور حول تأهيل وتدريب المعلم.

      حذف
  2. من وقت لآخر نرى نماذج متميزة من وطننا الحبيب وعندما أرى هذا التميز أتساءل كم من الكفاءات والقدرات أهدرت في وطني بسبب تردي التعليم ومخرجاته عندنا !!

    ردحذف
    الردود
    1. الكثير والكثير جدا، اتمنى أن نلتفت لهذا النزيف:(

      حذف
  3. اعتذر عن التأخر في الرد، لم يتم تنبيهي عبر البريد بوجود تفاعل مع المدونة.

    ردحذف
  4. خبر ذا علاقة:الأمير فيصل المشاري لـ «الشرق الأوسط»: التميز في اختبارات القياس من نصيب الطلاب الأجانب بالسعودية http://www.aawsat.com/details.asp?section=55&issueno=12479&article=714805#.UTL5VjCmiAg
    اتوقع أن هذا سبب عدم وجود مدارس باللون الاحمر في المناطق المعروفة بارتفاع نسبة غير السعوديين مثل منفوحة.

    ردحذف
  5. خبر اخر: اختبارات «قياسية» لعلاج تدني مستوى الطلاب http://www.aleqt.com/2013/03/03/article_736062.html
    اختبارات للصف الرابع والسادس والثالث متوسط

    ردحذف